التدليك أو مساج طبي هو فن وعلم قديم يعود تاريخه إلى آلاف السنين، حيث استخدمه البشر في مختلف الثقافات كوسيلة للاسترخاء والتخفيف من التوتر والألم. ويُعتبر مساج طبي أحد أشكال العلاج البدني الذي يعتمد على استخدام الضغط والتمدد على العضلات والأنسجة الرخوة، مما يسهم في تحسين الدورة الدموية وتعزيز الشفاء الطبيعي للجسم.
تتعدد أنواع المساج وتقنياته، بدءًا من المساج السويدي الذي يركز على الاسترخاء، وصولًا إلى المساج العميق الذي يستهدف الأنسجة العضلية المتوترة. كما يُستخدم مساج طبي في السياقات الطبية لعلاج مجموعة متنوعة من الحالات الصحية، مثل آلام الظهر، والصداع، والإصابات الرياضية.
في هذا المقال، سنستعرض مختلف جوانب مساج طبي، بما في ذلك تاريخه وفوائده والمزيد من المعلومات حوله.
ما هو مساج طبي؟
التدليك، المعروف أيضاً بالمساج أو العلاج بالتدليك، هو عملية فرك وتحريك الأنسجة العضلية والرخوة في جسم الإنسان، بما في ذلك العضلات والأوتار والأربطة. يُعتبر مساج طبي نوعًا من العلاج الطبيعي، ويصنف ضمن العلاجات التكميلية أو البديلة.
تاريخ مساج طبي
يعود استخدام مساج طبي إلى آلاف السنين، حيث تم استخدامه كوسيلة لعلاج الأمراض الجسدية والنفسية في مختلف أنحاء العالم. يعتقد أن أصول التدليك تعود لأكثر من 3000 سنة في الصين القديمة، ويعتبر اليوم واحدًا من أبرز فنون الشفاء التقليدية.
تتميز العديد من الثقافات التاريخية، مثل اليونانيين القدماء والهنود والفرس والمصريين والسويديين واليابانيين والصينيين، بتقنيات وأساليب علاجية خاصة تم نقلها عبر الأجيال. ولا تزال تعاليمهم حول العلاج بالتدليك متداولة حتى الآن.
استخدم مساج طبي عبر التاريخ لتسريع التعافي واستعادة الطاقة، بالإضافة إلى تخفيف التوتر وتقليل آلام الجسم. تظهر الأبحاث الحديثة أن العلاج بالتدليك يمكن أن يعزز وظائف الجهاز المناعي ويساعد في تنظيم الهرمونات، كما يمكن أن يقي من العديد من الأمراض.
وفقًا لجمعية العلاج بالتدليك الأمريكية، حصل حوالي 25% من البالغين الأمريكيين على جلسة تدليك واحدة على الأقل في عام 2016، وكان لديهم أسباب متنوعة لذلك. يدرك الكثيرون فوائد التدليك الصحية، ويختارون بين أساليب متعددة لعلاج أعراض معينة أو لتحسين صحتهم العامة.
يتضمن التدليك العلاجي تقنيات مثل الضغط والاحتكاك والعجن والفرك، ويتم بواسطة اليدين والأصابع وأحيانًا الساعدين والمرفقين والقدمين. يمكن أيضًا استخدام أجهزة مساج تحتوي على مولدات اهتزاز كهربائية أو ضغط الماء، بالإضافة إلى الإبر والحجارة والبطانيات الدافئة.
تستخدم بعض أساليب التدليك الضغط والفرك فوق الملابس، بينما تتطلب أخرى الاتصال المباشر بالجلد. يمكن أن يكون المساج شاملاً لكامل الجسم أو محددًا لمنطقة معينة.
فوائد مساج طبي
يساهم المساج الطبي في تعزيز نشاط الدورة الدموية، مما يمنح الجسم الطاقة اللازمة لأداء مختلف الأنشطة بحيوية. كما يساعد في تخفيف الضغوط النفسية وتحسين المزاج، مما يقلل من احتمالية الإصابة بالاكتئاب والتوتر أو يخفف من حدتهما. يعزز المساج استرخاء الجسم، مما يسهل النوم ويساعد في التخلص من الأرق. كما يقلل من آلام العضلات الناتجة عن الجهد البدني الكبير، مما يجعله مفيدًا بشكل خاص للرياضيين.
يساهم أيضًا في تخفيف الصداع المزمن، حيث يقلل من التوتر الذي يسبب الصداع. بالإضافة إلى ذلك، يعزز المناعة من خلال زيادة عدد خلايا الدم الحمراء التي تنشط الجهاز المناعي.
يعمل مساج طبي على تحسين نعومة ومرونة الجلد، ويؤخر أو يمنع ضمور العضلات الناتج عن قلة الحركة بسبب التقدم في العمر أو فترات العلاج الطويلة. كما يحسن من لون البشرة من خلال إزالة خلايا الجلد الميتة وتجديد الأنسجة، بما في ذلك التجاعيد والحروق. وأخيرًا، يساعد المساج العلاجي في خفض معدل ضربات القلب وضغط الدم ويساهم في التحكم فيهما.
طريقة عمل مساج طبي
يقوم المدلك أو المعالج الطبيعي بتسخين الزيت وسكبه على راحة يده، ثم يوزع الزيت على المناطق المختلفة من الجسم التي تحتاج إلى تدليك. يتبع في ذلك حركات تدليك محددة ومدروسة تتناسب مع شكل وتركيب كل عضلة، بهدف تخفيف التشنجات العضلية والضغط على العظام.
تتضمن الحركات الدائرية تحريك أطراف الأصابع أو راحة اليد بشكل دائري على المناطق التي تحتوي على عضلات دائرية الشكل، مع تطبيق ضغط مناسب عليها. توجد هذه العضلات في مناطق الأكتاف والبطن والمفاصل، كما تُستخدم الحركات الدائرية الصغيرة لتدليك فروة الرأس بعد دهنها بالزيت.
أما بالنسبة لترتيب الحركات، فيستخدم المدلك أسلوب الضربات الخفيفة غير المؤلمة على المناطق التي تحتوي على عضلات ولية مثل الرقبة والأطراف العلوية والسفلية.
تُطبق الحركات القصيرة على طول العمود الفقري من خلال الضغط الخفيف بواسطة أطراف الأصابع، مع التركيز على كل فقرتين متتاليتين.
بالنسبة للسحب نحو الخارج، يتم ذلك على طول الظهر بجانب العمود الفقري من خلال الضغط الخفيف براحتي اليد وسحبها بشكل جانبي نحو الخارج.
وأخيرًا، يُستخدم الضغط بالإبهام في تدليك باطن القدم وراحة اليد والمناطق الواقعة بين الأصابع.
مساج طبي وآثاره السلبية
بعلى الرغم من فوائده العديدة، قد ينتج عن التدليك العلاجي في حالات نادرة بعض الآثار الجانبية الخطيرة. من بين هذه الآثار المحتملة: تكون جلطات دموية، إصابات عصبية، أو كسور عظمية. من الضروري استشارة الطبيب قبل الخضوع لأي نوع من التدليك، خاصة للأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة.”
“بشكل عام، يعتبر مساج طبي آمناً، ولكن قد يتسبب في بعض المضاعفات في حالات معينة أو عندما يتم إجراؤه بشكل غير صحيح. من بين هذه المضاعفات النادرة: تكون جلطات دموية، إصابات عصبية، أو كسور عظمية. هذه المخاطر قد تزيد لدى الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية معينة أو الذين يتلقون علاجات دوائية معينة.”
ما هي الحالات التي يمنع فيها مساج طبي؟
الحمى العالية: المساج غير مناسب للأشخاص الذين يعانون من درجات حرارة مرتفعة.
الالتهابات الحادة: الالتهابات الشديدة في أي جزء من الجسم تستدعي تجنب المساج.
النزف أو السل الدموي: الحالات المرتبطة بنزيف أو اختلالات في تجلط الدم تعتبر موانع للمساج.
التشنجات: أي تشنجات عضلية أو عصبية تتطلب الابتعاد عن المساج.
أمراض الجلد الالتهابية والجرثومية: هذه الحالات قد تزيد من مخاطر العدوى عند المساج.
هل مساج طبي يسبب صداع؟
تنشأ آلام العضلات بعد المساج عادةً نتيجة لعوامل مختلفة. قد يكون أحد الأسباب هو الجفاف، حيث أن الضغط والشد المطبق على العضلات المشدودة أثناء المساج يؤدي إلى فقدان السوائل. كما أن الحرارة الزائدة الناتجة عن حركات المساج أيضًا قد تؤدي إلى هذه الآلام. بالإضافة إلى ذلك، فإن المساج يؤثر على الدورة الدموية، مما قد يسبب الصداع لدى بعض الأشخاص. لذلك من المهم أن يتم تناول الكثير من السوائل قبل وبعد إجراء المساج للمساعدة في تخفيف هذه الآلام.
ما الفرق بين مساج طبي واسترخائي؟
يركز المساج العلاجي على معالجة مشاكل صحية معينة أو تقليل أعراضها، بالإضافة إلى تعزيز الحركة والمرونة. في المقابل، يهدف المساج الاسترخائي إلى تعزيز الشعور بالراحة والاسترخاء، وكذلك تخفيف التوتر والضغوط النفسية.